نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 351
الجبائي «لَبِإِمامٍ» و هو الكتاب السابق ألذي هو اللوح المحفوظ، ثابت ذلک فيه ظاهر. و الامام- في اللغة- هو المقدم ألذي يتبعه من بعده و إنما كانا بإمام مبين، لأنهما علي معني يجب ان يتبع، فيما يقتضيه و يدل عليه، و المبين الظاهر.
و قوله «وَ لَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلِينَ» اخبار منه تعالي ان اصحاب الحجر، و هي مدينة- في قول إبن شهاب، و سموا أصحاب الحجر، لأنهم كانوا سكانه، کما تقول: اصحاب الصحراء. «كذبوا» ايضاً الرسل الّذين بعثهم اللّه اليهم، و جحدوا نبوتهم: و قال قتادة: هم اصحاب الوادي، و هو من الحجر ألذي هو الحظر.
و اخبر تعالي انه أتاهم اللّه الدلالات و المعجزات الدالة علي توحيده و صدق أنبيائه، فكانوا يعرضون عنها و لا يستدلون بها، و كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً ينقرون نقراً يأمنون فيها من الخراب. و قيل آمنين من سقوطها عليهم. و قيل كانوا آمنين من عذاب اللّه. و قيل: من الموت. و نصبه علي الحال.