و الآخر- انهم أروه معجزاً من مقدور اللّه في صورتهم مع البشارة له بالولد علي الكبر، فأخبر اللّه تعالي ان ابراهيم لما رآهم ممتنعين من تناول الطعام و ان أيديهم لا تصل اليه، و العقل لم يكن مانعاً من أكل الملائكة الطعام و إنما علم ذلک بالإجماع و بهذه الآية، و الا ما کان يجوز أن يقدم ابراهيم الطعام مع علمه بأنهم ملائكة. و يجوز بان يأكلوه و انما جاز ان يتصور الملائكة في صورة البشر مع ما فيه من الإيهام لأنهم أتوه به دلالة، و کان فيه مصلحة فجري مجري السراب ألذي يتخيل انه ماء من غير علم انه ماء.
و قوله «نكرهم» يقال نكرته و أنكرته بمعني. و قيل نكرته أشد مبالغة و هي لغة هذيل و اهل الحجاز، و أنكرته لغة تميم قال الأعشي في الجمع بين اللغتين:
و انكرتني و ما کان ألذي نكرت من الحوادث الا الشيب و الصلعا[1]
[1] ديوانه: 72 القصيدة 13 و تفسير الطبري 12: 41 و الاغاني 16: 18، و الصحاح، و التاج و اللسان (نكر) و تفسير القرطبي 9، 66. و مجمع البيان 3: 177 و تفسير الشوكاني 2: 486.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 28