نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 93
قرأ إبن عامر و حمزة و الكسائي و خلف «و لكن الله قتلهم ... و لكن الله رمي» بالتخفيف فيهما و رفع اسم اللّه فيهما. الباقون بتشديد النون و نصب «اللّه».
نفي اللّه ان يکون المؤمنون قتلوا المشركين يوم بدر فقال «فَلَم تَقتُلُوهُم وَ لكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُم» و إنما نفي القتل عمن هو فعله علي الحقيقة و نسبه الي نفسه و ليس بفعل له من حيث كانت أفعاله تعالي كالسبب لهذا الفعل، و المؤدي اليه من إقداره إياهم و معونته لهم و تشجيع قلوبهم فيه، و إلقاء الرعب في قلوب أعدائهم المشركين حتي خذلوا و قتلوا علي شركهم عقاباً لهم. و قوله «وَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي» مثل الأول في انه نفي الرمي عن النبي صلي الله عليه و آله و إن کان هو الرامي و أضافه الي نفسه من حيث کان بلطفه، و أقداره.
و هذه الرمية
ذكر جماعة من المفسرين، كابن عباس و غيره: أن النبي صلي الله عليه و آله أخذ كفاً من الحصباء فرماها في وجوههم، و قال: شاهت الوجوه، فقسمها اللّه تعالي علي أبصارهم، و شغلهم بأنفسهم حتي غلبهم المسلمون، و قتلوهم کل مقتل.
و قال بعضهم: أراد بذلك رمي النبي صلي الله عليه و آله أبي امية بن الخلف الجمحي يوم احد فأصابه فقتله. و قال آخرون: أراد بذلك رمية سهمه يوم خيبر، فأصاب إبن أبي الحقيق في فراشة رأسه، فقتله. و الأول أشهر الأقوال.
فأما تعلق من تعلق بذلك من الغلاة، بأن قال: لما قال «وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي»- و کان النبي هو الرامي- دل ذلک علي انه هو اللّه تعالي، فهو جهل و قلة معرفة بوجوه الكلام لأنه لو کان علي ما قالوه لكان الكلام متناقضاً، لأنه خطاب للنبي صلي الله عليه و آله بأنه لم يرم، فان کان هو اللّه تعالي فالي من توجه الخطاب! و إن توجه اليه الخطاب دل علي ان اللّه غيره. و أيضاً فإذا کان هو اللّه فقد نفي عنه الرمي فإذا أضافه بعد ذلک الي اللّه کان متناقضاً علي انه قد دلت الأدلة العقلية علي ان اللّه ليس بجسم، و لا حال في جسم، فبطل قول من قال إن اللّه کان حل في محمّد صلي الله عليه و آله و ليس هذا موضع نقضه. و قد ذكرنا الكلام في ذلک و استوفيناه في الأصول.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 93