و (الحق) وقوع الشيء في موضعه ألذي هو له فإذا اعتقد شيء بضرورة او حجة فهو حق، لأنه وقع موقعه ألذي هو له، و عكسه الباطل.
و روي ان احداً لم يشاهد الملائكة يوم بدر إلا رسول اللّه صلي الله عليه و آله. و معني قوله «لِيُحِقَّ الحَقَّ» ليظهر تحقيق الحق للمخلوقين، و يبطل الباطل، لا أنهما لم يكونا كذلك عنده.
إِذ تَستَغِيثُونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفِينَ (9)
آية بلا خلاف.
قرأ أهل المدينة و يعقوب «مردفين» بفتح الدال. الباقون بكسرها. قال ابو علي: من قرأ بكسر الدال احتمل شيئين:
أحدهما- ان يكونوا مردفين مثلهم. کما تقول: أردفت زيداً دابتي فيكون المفعول الثاني محذوفاً في الاية و ذلک كثير.
الثاني- ان يکون معني «مردفين» جاءوا بعدهم. قال ابو الحسن: تقول العرب بنو فلان يردفوننا أي هم يجيئون بعدنا. و هو قول أبي عبيدة. و ردفني و أردفني واحد. قال الشاعر:
إذا الجوزاء أردفت الثريا ظننت بآل فاطمة الظنونا[1]
و قال قوم: ردفه صار له ردفاً و اردفه جعله له ردفاً. و يکون أردفت الثريا الجوزاء. و معني البيت ان الجوزاء إذا طلعت في شدة الحر لم يبق حينئذ احد من