نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 72
الغنائم من الفرس و الدرع و الرمح. و في رواية اخري- أنه سلب الرجل و فرسه ينفل النبي صلي الله عليه و آله من شاء.
و قال قوم: هو الخمس، روي ذلک مجاهد، قال: قال المهاجرون: لِم يرفع منا هذا الخمس و يخرج منا! فقال اللّه: هو للّه و الرسول.
و
روي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام (أن الانفال کل ما أخذ من دار الحرب بغير قتال إذا انجلي عنها أهلها).
و يسميه الفقهاء فيئاً، و ميراث من لا وارث له، و قطائع الملوك إذا كانت في أيديهم من غير غصب، و الآجام و بطون الأودية و الموات و غير ذلک مما ذكرناه في كتب الفقه. و قالا: هو للّه و للرسول و بعده للقائم مقامه يصرفه حيث يشاء من مصالح نفسه و من يلزمه مؤنته ليس لاحد فيه شيء.
و قالا: إن غنائم بدر كانت للنبي صلي الله عليه و آله خاصة، فسألوه أن يعطيهم.
و في قراءة اهل البيت: «يسألونك الأنفال» فأنزل اللّه تعالي قوله «قُلِ الأَنفالُ لِلّهِ وَ الرَّسُولِ» و لذلك قال «فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَصلِحُوا ذاتَ بَينِكُم» و لو سألوه عن موضع الاستحقاق لم يقل لهم: اتقوا اللّه.
و الانفال جمع نفل و النفل هو الزيادة علي الشيء، يقال: نفلتك كذا إذا زدته قال لبيد بن ربيعة:
إن تقوي ربنا خير نفل و بإذن اللّه ريثي و العجل[1]
و النفل هو ما أعطيته المرء علي البلاء، و الفناء علي الجيش علي غير قسمة.
و کل شيء کان زيادة علي الأصل فهو نفل و نافلة، و منه قيل لولد الولد: نافلة، و لما زاد علي فرائض الصلاة نافلة.
و اختلفوا في سبب نزول هذه الآية، فقال قوم: نزلت في غنائم بدر، لأن النبي صلي الله عليه و آله کان نفل أقواماً علي بلاء، فأبلي أقوام و تخلف آخرون مع النبي صلي الله عليه و آله فلما انقضي الحرب اختلفوا، فقال قوم: نحن أخذنا، لأنا قتلنا. و قال آخرون:
[1] تفسير القرطبي 8/ 361 و اللسان (نفل) و مجاز القرآن 1/ 240.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 72