و قال مجاهد و سعيد بن جبير: الطيف الغضب. و قال إبن عباس و السدي: هي الزلة الّتي إذا ارتكبها تاب منها. و «إذا» الأولي بمنزلة الجزاء و لها جواب، و الثانية بمعني المفاجأة كقولك خرجت، فإذا زيد. و قال إبن عباس الطيف النزغ. و قال أبو عمرو بن العلا: الوسوسة. و قال غيره هو اللمم.
قوله تعالي: [سورة الأعراف (7): آية 202]
وَ إِخوانُهُم يَمُدُّونَهُم فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقصِرُونَ (202)
قرئ «يمدونهم» بضم الياء و كسر الميم عن نافع. الباقون بفتح الياء و ضم الميم و معني الآية أن إخوان الشياطين من الكفار يمدهم الشياطين في الغي، و معناه يزيدونهم في الغواية، و الإضلال، و يزينون لهم ما هم فيه.
ثم اخبر ان هؤلاء مع ذلک «لا يقصرون» کما يقصر الّذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان. و هو قول إبن عباس و السدي و إبن جريج و أبي علي، و أكثر المفسرين. و قال مجاهد: هم إخوان المشركين من الشياطين. و قال قتادة قوله «ثُمَّ لا يُقصِرُونَ» يعني الشياطين «لا يُقصِرُونَ» عن استغوائهم و لا يرحمونهم.
و قصرت و أقصرت لغتان، و القراءة علي لغة أقصرت، و من ضم الياء من «يمدونهم» فلقوله تعالي «أَنَّما نُمِدُّهُم بِهِ مِن مالٍ وَ بَنِينَ»[1] و قوله عز و جل «وَ أَمدَدناهُم بِفاكِهَةٍ»[2] و قوله «أَ تُمِدُّونَنِ بِمالٍ»[3] و من فتح الياء فلقوله تعالي «وَ يَمُدُّهُم فِي طُغيانِهِم يَعمَهُونَ»[4]. و أمددت فيما يستحب، و مددت فيما يكره. قال ابو زيد: أمددت القائد بالجند و أمددت الدواة و أمددت القوم بالمال و الرجال. و قال ابو عبيدة