المعني استغفروا ربكم من ذنوبكم ثم توبوا اليه في المستأنف متي وقعت منكم المعصية، ذكره الجبائي و قوله «يُمَتِّعكُم مَتاعاً حَسَناً إِلي أَجَلٍ مُسَمًّي» يعني انكم متي استغفرتموه و تبتم اليه متعكم متاعاً حسناً في الدنيا بالنعم السابغة و الملاذّ المختلفة الي الوقت ألذي قدر لكم أجل الموت فيه.
و قوله «وَ يُؤتِ كُلَّ ذِي فَضلٍ فَضلَهُ» يحتمل أمرين: أحدهما- أن يعطي کل ذي عمل علي قدر عمله في الاخرة دون الدنيا، لأنها ليست دار الجزاء.
و الثاني- الترغيب في عمل الخير لأنه علي مقداره يجازي صاحبه.
و قوله «وَ إِن تَوَلَّوا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيكُم» يحتمل أمرين: أحدهما- فان تتولوا، إلا انه حذف للتضعيف و لذلك شدده إبن كثير في رواية البزي عنه.
و الاخر- ان يکون بمعني فقل «فَإِنِّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبِيرٍ» يعني عذاب يوم القيامة و وصف ذلک اليوم بالكبير لعظم ما يکون فيه من الأهوال و المجازاة لكل انسان علي قدر عمله.
إِلَي اللّهِ مَرجِعُكُم وَ هُوَ عَلي كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ (4)
قيل في معني قوله «إِلَي اللّهِ مَرجِعُكُم» قولان: أحدهما- اليه مصيركم باعادته إياكم للجزاء. و الثاني- الي اللّه مرجعكم باعادته الي مثل الابتداء من انه لا يملك لكم ضرّاً و لا نفعاً سواه تعالي، و المرجع المصير الي مثل الحال الاولي.
و قوله «وَ هُوَ عَلي كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» اخبار منه تعالي انه يقدر علي کل شيء إلا ما أخرجه الدليل مما يستحيل أن يکون قادراً عليه من مقدورات غيره و ما يقضي وقته من الأجناس الّتي لا يصلح عليها البقاء.