نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 425
و قومه علي ما أمرتكما به و لا تتبعا سبيل الجاهلين لوعدي و وعيدي فانه لا خلف له و قال إبن جريح: مكث فرعون بعد هذه الأمور أربعين سنة.
و قوله «وَ لا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعلَمُونَ» نهي منه تعالي لموسي و هارون أن يتبعا طريقة من لا يؤمن باللّه و لا يعرفه. و قرأ إبن عامر وحده «وَ لا تَتَّبِعانِّ» مخففة النون الا الداحواني عن هشام، فانه خير بين تخفيفها و تشديدها. و قرأ إبن عامر وحده «و لا تتبعان» ساكنة التاء مخففة مشددة النون. و في قراءة الأخفش الدمشقي عن إبن عامر بتخفيف التاء و النون. الباقون بتشديد التاء و النون. قال ابو علي النحوي: من شدد النون فلأن هذه النون الثقيلة إذا دخلت علي (تفعل) فتح لام الفعل، لدخولها و بني الفعل معها علي الفتح نحو (لتفعلن) و حذفت النون الّتي تثبت في (تفعلان) في حال الرفع مع النون الشديدة، و حذف الضم في (لتفعلن)، و إنما كسرت الشديدة بعد ألف التثنية. لوقوعها بعد الف التثنية، فأشبهت الّتي تلحق الألف في رجلان، لما كانت في هذه مثلها، و دخلت لمعني كدخلوها، و لم يعتد بالنون قبلها، لأنها ساكنة، و لأنها خفيفة فصارت المكسورة كأنها وليت الألف. و من خفف النون يحتمل أن تكون مخففة من الثقيلة کما خففوا (رب) و (ان) و نحوهما، و حذفوا الاولي من المثلين کما أبدلوا الاولي من المثلين في نحو (قيراط و دينار) و لان أصلهما (قرّاط و دّنار) فأبدلوا من إحدي النونين ياء.
و يحتمل ان يکون حالا من قوله «فاستقيما» و تقديره فاستقيما غير متبعين. و يحتمل ان يکون علي لفظ الخبر و المراد به الامر.