و الفرق بين الجعل و الفعل ان جعل الشيء قد يکون باحداث غيره كجعل الطين خزفاً و لا يکون فعله إلا باحداثه. و الفرق بين الجعل و التغيير أن تغيير الشيء لا يکون الا بتصييره علي خلاف ما کان، و جعله يکون بتصييره علي مثل ما کان كجعل الإنسان نفسه ساكتاً علي استدامة الحال.
و قوله «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَسمَعُونَ» اخبار منه تعالي و تنبيه علي ان هذا الجعل لا يقدر عليه الا اللّه تعالي، و انه لا يصح الا من عالم قاصد، و انه نعمة علي الخلق بما لهم في ذلک من النفع و الصلاح، و انه من الأمور اللازمة الدائرة، و انه منصوب للفكر لا يغيب عنه طرفة عين.
[1] ديوانه 544 و تفسير الطبري 11/ 89 و مجاز القرآن 1/ 279 [2] ديوانه 143 و مجاز القرآن 1/ 279
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 405