السورة لأنهم يزدادون عندها، و مثله كفي بالسلامة داء، کما قال الشاعر:
اري بصري قد رابني بعد صحة و حسبك داء أن تصح و تسلما[1]
و قوله «وَ ماتُوا وَ هُم كافِرُونَ» فيه بيان أن المرض في القلب أدّاهم الي ان ماتوا علي شر حال، لأنها تسوق الي النار نعوذ باللّه منها، و انما قال «و ماتوا» علي لفظ الماضي لأنه عطف علي قوله «فَزادَتهُم رِجساً إِلَي رِجسِهِم» و المعني انهم يموتون و هم كافرون.
أَ وَ لا يَرَونَ أَنَّهُم يُفتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَو مَرَّتَينِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَ لا هُم يَذَّكَّرُونَ (126)
قرأ حمزة و يعقوب «أو لا ترون» بالتاء. الباقون بالياء.
قوله «أَ وَ لا يَرَونَ» تنبيه و تقريع لمن عني بالخطاب.
فمن قرأ بالتاء فوجهه أن المؤمنين نبهوا علي إعراض المنافقين عن النظر و التدبر لما ينبغي أن ينظروا فيه و يتدبروا، لأنهم يمتحنون بالأمراض و الأسباب الّتي لا يؤمن معها الموت، فلا يرتدعون عن كفرهم و لا ينزجرون عما هم عليه من النفاق، فلا يقدمون عليه إذا ماتوا فنبه فنبه المسلمين علي قلة اعتبارهم و اتعاظهم.
و من قرأ بالياء وجّه التقريع- بالاعراض عما يجب أن لا يعرضوا عنه من التوبة و الاقلاع عما هم عليه من النفاق- الي المنافقين دون المسلمين، لان المسلمين قد عرفوا ذلک من أمرهم. و کان الاولي أن يلحق التنبيه من يراد تنبيهه و تقريعه بتركه ما ينبغي ان يأخذ به. و تحتمل الرؤية في الآية علي القراءتين أن تكون متعدية الي مفعولين. و أن تكون من رؤية العين أولي فإذا جعلت متعدية الي مفعولين