هي لغة. و ذكر الزجاج أن فيه ثلاث لغات الفتح و الضم و الكسر، و الكسر أفصحها و الكسر لغة أهل الحجاز و الضم لغة تميم.
امر اللّه تعالي المؤمنين أن يقاتلوا الكفار الّذين يلونهم يعني الأقرب فالأقرب و ذلک يدل علي أنه يجب علي اهل کل ثغر أن يقاتلوا دفاعاً عن أنفسهم إذا خافوا علي بيضة الإسلام إذا لم يكن هناك إمام عادل، و انما جاز من اللّه تعالي ان يأمر بالقتال ليدعوهم الي الحق، و لم يجز ان يمنعهم من الكفر، لأن المنع ينافي التكليف.
و من قاتل الأبعد من الكفار و ترك الأقرب فالأقرب فان کان بإذن الامام کان مصيباً و ان کان بغير أمره کان مخطئاً، و لو قال: قاتلوا الأقرب فالأقرب لصح لأنه يمكن ذلک. و لو قال: قاتلوا الأبعد فالأبعد لم يصح لأنه لا حدّ للأبعد يبتدأ منه کما للأقرب. و قوله «وَ ليَجِدُوا فِيكُم غِلظَةً» معناه و ليخشوا منكم بالغلظة، و الغلظة ضد اللين و خلاف الرقة، و هي الشدة في إحلال النقمة، و مخرج الكلام علي الأمر بالوجود، و إنما معناه يجدون ذلک، و يجوز ان يکون المراد و ليعلموا منكم الغلظة.
و قوله «وَ اعلَمُوا أَنَّ اللّهَ مَعَ المُتَّقِينَ» امر من اللّه للمؤمنين ان يتيقنوا أن اللّه مع الّذين يتقون معصيته، بالنصرة لهم، و من کان اللّه ناصره في الحرب لم يغلبه احد. فأما إذا نصره بالحجة في غير الحرب فانه يجوز أن يغلب بالحرب لضرب من المحنة و شدة التكليف.
وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقُولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتهُم إِيماناً وَ هُم يَستَبشِرُونَ (124)
(ما) في قوله: «و إذا ما» يحتمل أمرين: أحدهما- ان تكون دخلت لتسليط (إذا)