responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 318

أحدكم‌ ولده‌ شيئاً ‌ثم‌ ‌لا‌ ينجزه‌ ‌ثم‌ قرأ «يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه‌َ ...» ‌الآية‌ و ‌قال‌: هل‌ ترون‌ ‌في‌ ‌هذه‌ رخصة! و ‌قال‌ نافع‌ و الضحاك‌: أمروا بأن‌ يكونوا ‌مع‌ النبيين‌ و الصديقين‌ ‌في‌ الجنة بالعمل‌ الصالح‌. و ‌قيل‌: ‌إن‌ المراد بالصادقين‌ ‌هم‌ ‌الّذين‌ ذكرهم‌ اللّه‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «رِجال‌ٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّه‌َ عَلَيه‌ِ فَمِنهُم‌ مَن‌ قَضي‌ نَحبَه‌ُ» و ‌هم‌ حمزة و جعفر «وَ مِنهُم‌ مَن‌ يَنتَظِرُ»[1] يعني‌ علياً ‌عليه‌ ‌السلام‌ فأمر اللّه‌ ‌تعالي‌ بالاقتداء بهم‌ و الاهتداء بهديهم‌، و ‌هم‌ ‌الّذين‌ وصفوا ‌في‌ ‌قوله‌ «لَيس‌َ البِرَّ أَن‌ تُوَلُّوا وُجُوهَكُم‌ قِبَل‌َ ...» ‌الآية‌ ‌الي‌ ‌قوله‌ «أُولئِك‌َ الَّذِين‌َ صَدَقُوا»[2] فأمر بالاقتداء بهؤلاء.

و ‌قال‌ بعضهم‌: ‌ان‌ (‌مع‌) بمعني‌ (‌من‌) و كأنه‌ أمر بأن‌ يكونوا ‌في‌ جملة الصادقين‌ و ‌في‌ قراءة ‌إبن‌ مسعود «و كونوا ‌من‌ الصادقين‌». و ‌قيل‌: أراد كونوا ‌مع‌ كعب‌ ‌بن‌ مالك‌ و أصحابه‌ ‌الّذين‌ صدقوا ‌في‌ أقوالهم‌ و ‌لم‌ يكذبوا ‌في‌ الاعتذار.

و الصادق‌ ‌هو‌ القائل‌ بالحق‌ العامل‌ ‌به‌، لأنها صفة مدح‌ ‌لا‌ تطلق‌ الا ‌علي‌ ‌من‌ يستحق‌ المدح‌ ‌علي‌ صدقه‌. فأما ‌من‌ فسق‌ بارتكاب‌ الكبائر ‌فلا‌ يطلق‌ ‌عليه‌ اسم‌ صادق‌ و لذلك‌ مدح‌ اللّه‌ الصديقين‌ و جعلهم‌ تالين‌ للنبيين‌ ‌في‌ ‌قوله‌ «فَأُولئِك‌َ مَع‌َ الَّذِين‌َ أَنعَم‌َ اللّه‌ُ عَلَيهِم‌ مِن‌َ النَّبِيِّين‌َ وَ الصِّدِّيقِين‌َ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِين‌َ»[3].

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ التوبة (9): آية 120]

ما كان‌َ لِأَهل‌ِ المَدِينَةِ وَ مَن‌ حَولَهُم‌ مِن‌َ الأَعراب‌ِ أَن‌ يَتَخَلَّفُوا عَن‌ رَسُول‌ِ اللّه‌ِ وَ لا يَرغَبُوا بِأَنفُسِهِم‌ عَن‌ نَفسِه‌ِ ذلِك‌َ بِأَنَّهُم‌ لا يُصِيبُهُم‌ ظَمَأٌ وَ لا نَصَب‌ٌ وَ لا مَخمَصَةٌ فِي‌ سَبِيل‌ِ اللّه‌ِ وَ لا يَطَؤُن‌َ مَوطِئاً يَغِيظُ الكُفّارَ وَ لا يَنالُون‌َ مِن‌ عَدُوٍّ نَيلاً إِلاّ كُتِب‌َ لَهُم‌ بِه‌ِ عَمَل‌ٌ صالِح‌ٌ إِن‌َّ اللّه‌َ لا يُضِيع‌ُ أَجرَ المُحسِنِين‌َ (120)


[1] ‌سورة‌ 33 الأحزاب‌ آية 23
[2] ‌سورة‌ 2 البقرة آية 177
[3] ‌سورة‌ 4 النساء آية 68
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست