نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 301
قرأ نافع و إبن عباس «أَسَّسَ بُنيانَهُ» بضم الهمزة و كسر السين و رفع النون من بنيانه في الموضعين جميعاً. الباقون بفتح الهمزة و نصب النون من بنيانه. و قرأ إبن عامر الا الداحوني عن هشام و حمزة و خلف و أبو بكر الا الأعشي و البرجمي «جرف» بسكون الراء. الباقون بضمها. و قرأ ابو عمرو و الكسائي و الداحوني عن أبي ذكوان و هبة اللّه عن حفص من طريق النهرواني و الدوري عن سليم من طريق إبن فرج و ابو بكر الا الأعشي و البرجمي «هار» بالامالة. وافقهم علي الوقف علي بن مسلم و إبن غالب و محمّد في الوقف من طريق السوسي من طريق إبن جيش.
قال ابو علي الفارسي: البنيان مصدر، و هو جمع كشعير و شعيرة لأنهم قالوا في الواحد بنيانة قال أوس:
كبنيانة القريٌ موضع رحلها و آثار نسعيها من الدف أبلق
و جاء بناء المصادر علي هذا المثال في غير هذا الحرف نحو الغفران و ليس بنيان جمع بناء، لأن فعلاناً إذا کان جمعاً نحو كثبان و قضبان لم تلحقه تاء التأنيث، و قد يکون ذلک في المصادر، نحو: أكل و أكلة و ضرب و ضربة من ذلک.
و قال ابو زيد يقال: بنيت أبني بنياً و بناء و بنية و جمعها البني و أنشد:
بني السماء فسواها ببنيتها و لم تمد باطناب و لا عمد
فالبناء و البنية مصدران و من ثم قوبل به الفراش في قوله «الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ فِراشاً وَ السَّماءَ بِناءً»[1] فالبناء لما کان رفعاً للمبني قوبل به الفراش ألذي هو خلاف البناء. و من ثم وقع علي ما کان فيه ارتفاع في نصبته و ان لم يكن مبنياً فأما من فتح الهمزة و بني الفعل للفاعل، فلأنه الباني و المؤسس فأسند الفعل اليه و بناه له کما أضاف البنيان اليه في قوله «بنيانه» فكما ان المصدر مضاف الي الفاعل