نهي اللّه نبيه- و عني معه جميع المؤمنين- أن يقوموا في المسجد ألذي بني ضراراً «ابدا» أو يصلوا فيه، و أقسم ان المسجد ألذي «أُسِّسَ عَلَي التَّقوي مِن أَوَّلِ يَومٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ» و قيل في المسجد ألذي أسس علي التقوي قولان:
أحدهما- قال إبن عباس و الحسن و عطية: إنه مسجد قباء.
و قال إبن عمر و إبن المسيب: هو مسجد المدينة. و قال عمر بن شبه:
المسجد ألذي أسس علي التقوي مسجد رسول اللّه صلي الله عليه و آله و ألذي أسس علي التقوي و رضوان مسجد قباء كذلك فصل بينهما. و رواه عن أشياخه. و التقوي خصلة من الطاعة يحترز بها من العقوبة، و المتقي صفة مدح لا تطلق الا علي مستحق الثواب.
و واو (تقوي) أبدلت من الياء. لأنه من تقيت و انما أبدلت للفرق بين الاسم و الصفة في الابنية، و مثله شروي من شريت، فأما الصفة فنحو خزياً. و لو قيل: كيف يبني (فعلي) من قصيت! قلت: قصوي في الاسم و قصيا في الصفة. و قوله «مِن أَوَّلِ يَومٍ» معناه أول الأيام إذا ميزت يوماً يوماً. لان افعل بعض ما أضيف اليه. و مثله أعطيت کل رجل في الدار اي کل الرجال إذا ميزوا رجلا رجلا. و الفرق بين من أول يوم، و منذ أول يوم، ان (منذ) إذا كانت حرفاً، فهي الوقت الخاص كقولك: منذ اليوم و منذ الشهر و منذ السنة، و ليس كذلك (من) و إذا كانت اسما وقع علي ما بعدها علي تقدير كلامين و (من) علي النهاية لأنها نقيض (الي) قال زهير:
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 299