اخبر اللّه تعالي ان هؤلاء القوم الّذين تأخروا عن الخروج مع النبي صلي الله عليه و آله من غير عذر کان يبيحهم ذلک إذا عاد النبي صلي الله عليه و آله و المؤمنون إنهم كانوا يجيئون اليهم و يعتذرون اليهم عن تأخرهم بالأباطيل و الكذب، فقال اللّه تعالي لنبيه: قل يا محمّد لهم «لا تَعتَذِرُوا» فلسنا نصدقكم علي ما تقولون، فان اللّه تعالي قد أخبرنا من اخباركم و أعلمنا من أمركم ما قد علمنا به كذبكم «وَ سَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ» أي سيعلم اللّه فيما بعد عملكم هل تتوبون من نفاقكم أم تقيمون عليه! و يحتمل أن يکون المراد أنه يحل في الظهور محل ما يري «ثُمَّ تُرَدُّونَ» اي ترجعون الي من يعلم الغيب و الشهادة يعني السر و العلانية ألذي لا يخفي عليه بواطن أموركم «فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ» أي فيخبركم بأعمالكم كلها حسنها و قبيحها فيجازيكم عليها أجمع.
و الاعتذار اظهار ما يقتضي العذر و يمكن ان يکون صحيحاً و يمكن ان يکون فاسداً كاعتذار هؤلاء المنافقين. و الفرق بين الاعتذار و التوبة ان التوبة إقلاع عن
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 281