أحدهما- قال الحسن و مجاهد و اختاره الجبائي: ان معناه الخبر عنهم بأنهم كانوا يحذرون ان تنزل فيهم آية يفتضحون بها لأنهم كانوا شاكين، حتي قال بعضهم: لوددت ان اضرب کل واحد منكم مائة و لا ينزل فيكم قرآن، ذكره ابو جعفر و قال: نزلت في رجل يقال له مخشي بن الحمير الاشجعي.
الثاني- قال الزجاج: انه تهديد و معناه ليحذروا، و حسن ذلک لأن موضوع الكلام علي التهديد. و الحذر أعداد ما يتقي الضرر، و مثله الخوف و الفزع تقول:
حذرت حذراً و تحذر تحذراً و حاذره محاذرة و حذاراً و حذره تحذيراً. و المنافق ألذي يظهر من الايمان خلاف ما يبطنه من الكفر و اشتق ذلک من نافقاء اليربوع لأنه يخفي باباً و يظهر باباً ليكون إذا أتي من أحدهما خرج من الآخر.
و قوله «تُنَبِّئُهُم بِما فِي قُلُوبِهِم» أي تخبرهم، غير أن (تنبئهم) يتعدي الي ثلاثة مفاعيل بمنزلة أعلمت. و قوله «قُلِ استَهزِؤُا» أمر للنبي صلي الله عليه و آله أن يقول لهؤلاء المنافقين (استهزؤا) اي اطلبوا الهزء، و الهزء إظهار شيء و ابطان خلافه للتهزؤ به، و هو بصورة الأمر و المراد به التهديد. و قوله «إِنَّ اللّهَ مُخرِجٌ ما تَحذَرُونَ» إخبار من اللّه تعالي أن ألذي تخافون من ظهوره فان اللّه يظهره بأن يبين لنبيه صلي الله عليه و آله باطن حالهم و نفاقهم.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 250