‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ التوبة (9): آية 39]

إِلاّ تَنفِرُوا يُعَذِّبكُم‌ عَذاباً أَلِيماً وَ يَستَبدِل‌ قَوماً غَيرَكُم‌ وَ لا تَضُرُّوه‌ُ شَيئاً وَ اللّه‌ُ عَلي‌ كُل‌ِّ شَي‌ءٍ قَدِيرٌ (39)

‌هذا‌ تحذير ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ لهؤلاء ‌الّذين‌ استبطأهم‌ و وصفهم‌ بالتثاقل‌ ‌عن‌ سبيل‌ اللّه‌ بقوله‌ «إِلّا تَنفِرُوا» ‌ أي ‌ ‌إن‌ ‌لم‌ تخرجوا ‌الي‌ سبيل‌ اللّه‌ ‌الّتي‌ دعيتم‌ اليها ‌من‌ الجهاد «يُعَذِّبكُم‌ عَذاباً أَلِيماً وَ يَستَبدِل‌ قَوماً غَيرَكُم‌» يقومون‌ بنصرة نبيه‌ و ‌لا‌ يتثاقلون‌ ‌فيه‌.

و الاستبدال‌ جعل‌ أحد الشيئين‌ بدل‌ الاخر ‌مع‌ الطلب‌ ‌له‌ و التعذيب‌ بطول‌ وقت‌ العذاب‌، لأنه‌ ‌من‌ الاستمرار و ‌قد‌ ‌يکون‌ عقاباً و ‌غير‌ عقاب‌.

و ‌قوله‌ «وَ لا تَضُرُّوه‌ُ شَيئاً» ‌قيل‌ فيمن‌ يرجع‌ اليه‌ قولان‌: أحدهما‌-‌ انه‌ يعود ‌علي‌ اسم‌ اللّه‌ ‌في‌ قول‌ الحسن‌. ‌قال‌: لأنه‌ غني‌ بنفسه‌ ‌عن‌ جميع‌ الأشياء و الاخر‌-‌ ‌قال‌ الزجاج‌: إنها تعود ‌الي‌ النبي‌ ‌صلي‌ ‌الله‌ ‌عليه‌ و آله‌ لأن‌ اللّه‌ عصمه‌ ‌من‌ جميع‌ ‌النّاس‌ و ‌قوله‌ «وَ اللّه‌ُ عَلي‌ كُل‌ِّ شَي‌ءٍ قَدِيرٌ» معناه‌ قادر ‌علي‌ الاستبدال‌ بكم‌ و ‌علي‌ غيره‌ ‌من‌ الأشياء. و ‌فيه‌ مبالغة.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ التوبة (9): آية 40]

إِلاّ تَنصُرُوه‌ُ فَقَد نَصَرَه‌ُ اللّه‌ُ إِذ أَخرَجَه‌ُ الَّذِين‌َ كَفَرُوا ثانِي‌َ اثنَين‌ِ إِذ هُما فِي‌ الغارِ إِذ يَقُول‌ُ لِصاحِبِه‌ِ لا تَحزَن‌ إِن‌َّ اللّه‌َ مَعَنا فَأَنزَل‌َ اللّه‌ُ سَكِينَتَه‌ُ عَلَيه‌ِ وَ أَيَّدَه‌ُ بِجُنُودٍ لَم‌ تَرَوها وَ جَعَل‌َ كَلِمَةَ الَّذِين‌َ كَفَرُوا السُّفلي‌ وَ كَلِمَةُ اللّه‌ِ هِي‌َ العُليا وَ اللّه‌ُ عَزِيزٌ حَكِيم‌ٌ (40)