نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 183
التيسير في فعله. و قوله «وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُم» فالطعن هو الاعتماد بالعيب. و أصله الطعن بالرمح، و نحوه في الشيء لنقض بنيته.
و قوله «فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفرِ» امر من اللّه تعالي بقتال أئمة الكفر، و هم رؤساء الضلال و الكفار، و الامام هو المتقدم الاتباع، فأئمة الكفر رؤساء الكفر و الامام في الخير مهتد هاد، و في الشر ضال مضل، کما قال تعالي «وَ جَعَلناهُم أَئِمَّةً يَدعُونَ إِلَي النّارِ»[1] و المعني بائمة الكفر رؤساء قريش، في قول إبن عباس و مجاهد. و قال قتادة: هم ابو جهل بن هشام، و أمية بن خلف و عتبة بن ربيعة و ابو سفيان بن حرب، و سهيل بن عمرو، و هم الّذين هموا بإخراجه، و کان حذيفة يقول: لم يأت أهل هذه الآية.
و
روي عن أبي جعفر عليه السلام انها نزلت في اهل الجمل و روي ذلک عن علي عليه السلام
و عمار، و غيرهما. و يقول حذيفة قال يزيد بن وهب: قوله «إِنَّهُم لا أَيمانَ لَهُم» معناه لا تأمنوهم. و من كسر معناه، لأنهم كفروا لا إيمان لهم.
و قوله: «لَعَلَّهُم يَنتَهُونَ» معناه لكي ينتهوا.
و في الاية دلالة علي ان الذمي إذا اظهر الطعن في الإسلام فانه يجب قتله، لان عهده معقود علي أن لا يطعن في الإسلام، فإذا طعن فقد نكث عهده.