ما بال عيني كالشعيب العين[1]
فينبغي ان يحمل بيئس علي الوهم عمن رواه عن عاصم و الأعمش بالكسر و قد أنشد بعضهم:
كلاهما کان رئيساً بيئسا يضرب في يوم الهياج القونسا[2]
أعلي کل شي قونسه بكسر العين. فمن كسر العين حمله علي هذه اللغة.
أخبر اللّه تعالي أنه لما ترك أهل هذه القرية الرجوع عن ارتكاب المعصية بصيد السمك يوم السبت بعد أن ذكرهم الواعظون ذلک و لم ينتهوا عن ذلک أنه أنجي الناهين عن ذلک و أخذ الّذين ظلموا أنفسهم بعذاب شديد جزاء بما كانوا يفسقون و يخرجون عن طاعة اللّه الي معصيته.
و روي عن عطا أن رجلا دخل علي إبن عباس و بين يديه المصحف و هو يبكي و قد أتي علي هذه الاية الي آخرها، فقال إبن عباس قد علمت ان اللّه أهلك الّذين أخذوا الحيتان و أنجي الّذين نهوهم، و لا ادري ما صنع بالذين لم ينهوهم و لم يواقعوا المعصية و هي حالنا.
و «نسوا» في الاية معناه تركوا و يحتمل ان يکون تركهم القبول في منزلة من نسي، و لا يجوز أن يکون المراد النسيان ألذي هو السهو، لأنه ليس من فعلهم فلا يذمون عليه.
و قال الجبائي العذاب الشديد لحقهم قبل ان يمسخوا قردة خاسئين.
فَلَمّا عَتَوا عَن ما نُهُوا عَنهُ قُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (166)