و بني الفعل للمفعول أشبه بما قبله، لان قبله و إذ قيل.
و من قرأ بالنون فلقوله «سَنَزِيدُ المُحسِنِينَ» و خطايا جمع خطيئة جمع تكسير (و خطاياتكم) مسكناً لأنه يكثر فيه السكون و سميت القرية قرية لان الماء يقري اليها يقال قريت الماء في الحوض أقريه قرياً إذا جمعته. و يجوز ان يکون مشتقاً من اجتماع النّاس اليها.
و قد مضي تفسير مثل هذه الآية في سورة البقرة[1] فلا معني لإعادته.
و إنما نذكر جمل ذلک فنقول:
هذا خطاب من اللّه تعالي لنبيه محمّد صلي الله عليه و آله و سلّم يقول اذكر يا محمّد إذ قيل لبني إسرائيل اسكنوا هذه القرية و هي بيت المقدس علي قول الجبائي و غيره من المفسرين و قال الحسين هي ارض الشام. و قال قوم غير ذلک. و قد ذكرنا اختلافهم في سورة البقرة[2] لأنه کان أمرهم بدخولها و إخراج من فيها من الكفار و غيرهم و وعدهم ان يوسع عليهم فيها الرزق و يبيحهم ذلک ليأكلوا من حيث شاءوا ما يريدون من انواع الاغذية و الرزق. و قال لهم: «كلوا من حيث شئتم» علي كثرة الرزق و الغذاء في هذه القرية و في کل ناحية منها.
و قوله تعالي: «وَ ادخُلُوا البابَ سُجَّداً» يعني متواضعين و كانوا أمروا بأن يدخلوا باباً منه معيناً في هذا الموضع كانوا فيه- في قول الجبائي- و قال ذلک قبل دخولهم الي بيت المقدس، قال و لم يرد ان يدخلوا الباب سجداً منحنين.
قال إبن عباس کان هناك باب ضيق أمروا بان يدخلوه ركعاً فدخلوه علي أستاههم. و قيل لهم «قُولُوا حِطَّةٌ» أي مغفرة، فقالوا حنطة. و ذكرنا اختلاف النّاس في ذلک.
و قوله «وَ قُولُوا حِطَّةٌ» معناه قولوا حط عنا ذنوبنا و هو بمنزلة الاستغفار و التوبة.
و قوله «نَغفِر لَكُم خَطِيئاتِكُم» جواب الأمر و فيه معني الجزاء. و التقدير انكم