و الآخر- أن النعمة ثمرة الطاعة للّه عز و جل، و إنما سألوا أن يكتب لهم، و لم يسألوا أن يجعل لهم، لأن ما كتب من النعمة أثبت لا سيما إذا كانت الكتابة خبراً بدوام النعمة، و يقال كتب له الرزق في الديوان، فيدل علي ثبوته علي مرور الأزمان. «وَ فِي الآخِرَةِ» معناه و اكتب لنا في الآخرة أيضاً النعمة الّتي هي الثواب «إِنّا هُدنا إِلَيكَ» قال إبن عباس معناه تبنا اليك، و به قال سعيد بن جبير و ابراهيم و قتادة و مجاهد. و أصله الرجوع من هاد يهود، فهو هايد إذا رجع، فمعناه رجعنا بتوبتنا اليك، و التهويد الترفق في السير و التفريج و التمكث. و قال أبو وجرة:- هدنا- بكسر الهاء من هاد يهيد، و هو شاذ، و ثوب مهود أي مرقع ذكره الجبائي، و ليس اليهود
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 557