نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 556
[2] و معناه لا ينالهم شدائد الدنيا و الأمراض و غيرها، و يحتمل أن يکون المراد بذلك أن هي الا عذابك و قد سمي اللّه تعالي العذاب فتنة في قوله «يَومَ هُم عَلَي النّارِ يُفتَنُونَ»[3] أي يعذبون، فكأنه قال ليس هذا الإهلاك إلا عذابك لهم بما فعلوه من الكفر و عبادة العجل، و سؤالهم الرؤية، و غير ذلک.
و السبعون الّذين كانوا معه و إن لم يعبدوا العجل، فقد كانوا سألوا موسي أن يسأل اللّه تعالي ان يريه نفسه، ليخبروا بذلك أمته و يشهدوا له بأن اللّه كلمه، فإن بني إسرائيل قالوا لموسي: لا نصدقك علي قولك إن اللّه كلمك من الشجرة، فاختار السبعين حتي سمعوا كلام اللّه، و شهدوا له بذلك عند قومه، فسألوا أن يسأل اللّه الرؤية أيضاً ليشهدوا له، فلذلك استحقوا الإهلاك و لم يثبت أن السبعين كانوا معصومين، و لا أنهم كانوا أنبياء، فينتفي عنهم ذلک.
و قيل المراد بقوله «أَ تُهلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا» أي أ تميتنا بالرجفة الّتي تميتهم بها، و إن لم يكن ذلک عقوبة لنا. و الهلاك الموت، لقوله «إِنِ امرُؤٌ هَلَكَ»[4] و الفتنة الكشف و الاختبار، قال المسيب بن علس:
إذ تستبيك بأصلتي ناعم قامت لتفتنه بغير قناع
أي لتكشفه و تبرزه. و قوله «تُضِلُّ بِها مَن تَشاءُ» معناه تضل بترك الصبر علي فتنتك و ترك الرضا بها من تشاء عن نيل ثوابك. و دخول جنتك، و تهدي بالرضا بها و الصبر عليها من تشاء، و إنما نسب الضلال الي اللّه لأنهم ضلوا عند أمره و امتحانه، کما أضيفت زيادة الرجس الي السورة في قوله «فَزادَتهُم رِجساً إِلَي رِجسِهِم»[5] و إن كانوا هم الّذين ازدادوا عندها.
و المعني تختبر بالمحنة من تشاء لينتقل صاحبه عن الضلالة، و تهدي من تشاء