آية بلا خلاف.
قرأ حمزة و الكسائي و خلف «ساحر» بألف هاهنا و في أول سورة يونس، و في هود، و في الصف. وافقهم إبن عامر و عاصم في يونس.
وجه اتصال هذه الآية بما قبلها أنه من صفة يوم القيامة کما ان ما قبله من صفتها و من خطاب الرسل بالمسألة و التذكير بالنعمة لتوبيخ من يستحق التوبيخ من أممهم و تبشير من يستحق البشارة منهم.
العامل في (إذ) يحتمل أحد أمرين: أحدهما- الابتداء عطفاً علي قوله «يَومَ يَجمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبتُم» قال و ذلک «إذ قال» فيكون موضعه رفعاً کما يقول القائل كأنك بنا قد وردنا بلد كذا فصنعنا فيه و فعلنا إذ صاح بك صائح فأجبته و تركتني.
الثاني- اذكر إذ قال اللّه. و قال بعضهم ان معناه ما ذا أجبتم علي عهد عيسي. قال الرماني: هذا غلط، لأنه من صفة (يوم القيامة) و عندي لا يمتنع أن يکون المراد بذلك اخبار النبي (ص) إذ قال اللّه لعيسي بن مريم اذكر، أي أخبر قومك ما أنعمت به عليك و علي أمك، و اشكر ذلک إذ أيدتك بروح القدس. و روح القدس هو جبرائيل و حسن قوله «إذ قال» و لم يقل (يقول) لأنه عطف علي ما قبله لأنه قدم ذكر الوقت. و تأييد اللّه هو ما قواه به و أعانه علي أمور دينه، و علي رفع ظلم اليهود و الكافرين عنه. و وزن «أيدتك» فعلتك من الأيد علي وزن قربتك. و قال الزجاج: يجوز أن يکون فاعلتك من الأيد. و قرأ مجاهد: أيدتك علي وزن أفعلتك من الأيد. و روح القدس