responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 491

‌هذا‌ اخبار ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌عن‌ إلقاء موسي‌ عصاه‌، و العصا عود كالقضيب‌ يابس‌ و أصله‌ الامتناع‌ بيبسه‌ يقال‌: عصي‌ يعصي‌ ‌إذا‌ أمتنع‌ ‌قال‌ الشاعر:

تصف‌ السيوف‌ و غيركم‌ يعصي‌ بها        ‌ يا ‌ ‌بن‌ القيون‌ و ذاك‌ فعل‌ الصيقل‌[1]

و ‌قيل‌: عصي‌ بالسيف‌ ‌إذا‌ أخذه‌ أخذه‌ العصا، و يقال‌ لمن‌ استقر ‌بعد‌ تنقل‌: ألقي‌ عصاه‌، ‌قال‌ الشاعر:

فألقت‌ عصاها و استقر بها النوي‌        ‌کما‌ فر عينا بالإياب‌ المسافر[2]

و العصي‌ ‌من‌ بنات‌ الواو، و المعصية ‌من‌ بنات‌ الياء ‌قال‌ الشاعر:

فجاءت‌ بنسج‌ العنكبوت‌ كأنه‌        ‌علي‌ عصويها سابري‌ مشبرق‌[3]

و تقول‌ عصي‌ يعصي‌ فهو عاص‌ مثل‌ رمي‌ يرمي‌ و اصل‌ ألقي‌ ‌من‌ اللقاء ‌ألذي‌ ‌هو‌ الاتصال‌، فألقي‌ عصاه‌ ‌ أي ‌ أزال‌ اتصالها عما ‌کان‌، و ‌منه‌ التقاء الحدين‌ يعني‌ اتصالهما، و الملاقاة كالمماسة، و زيدت‌ ألف‌ ألقي‌ لتدل‌ ‌علي‌ ‌هذا‌ المعني‌ و انما صارت‌ الياء ألفا ‌في‌ ألقي‌، لأنها ‌في‌ موضع‌ حركة قبلها فتحة، و لذلك‌ رجعت‌ ‌الي‌ أصلها ‌في‌ ألقيت‌. و انما وجب‌ ‌هذا‌، لأنه‌ بمنزلة التضعيف‌ ‌في‌ موضع‌ يقوي‌ ‌فيه‌ التغيير ‌مع‌ نقل‌ الحركة ‌في‌ حروف‌ العلة.

و ‌قوله‌ «فَإِذا هِي‌َ ثُعبان‌ٌ» فالثعبان‌ ‌هو‌ الحية الضخمة الطويلة. و ‌قال‌ الفراء: الثعبان‌ أعظم‌ الحيات‌، و ‌هو‌ الذكر، و ‌هو‌ مشتق‌ ‌من‌ ثعبت‌ الماء أثعبه‌ ثعباً ‌إذا‌ فجرته‌. و المثعب‌ موضع‌ انفجار الماء، فسمي‌ الثعبان‌، لأنه‌ يجري‌ كعنق‌ الماء عند الانفجار ‌قال‌ الشاعر:

‌علي‌ نهج‌ كثعبان‌ العرين‌

و ‌قيل‌: ‌إن‌ ‌ذلک‌ الثعبان‌ فتح‌ فاه‌، و جعل‌ فهي‌ فرعون‌ ‌بين‌ نابيه‌ فارتاع‌


[1] قائله‌ جرير، ديوانه‌: 175 و اللسان‌ و التاج‌ (عصا).
[2] اللسان‌ و التاج‌ (عصا) و ‌قال‌ ‌إبن‌ بري‌: ‌هذا‌ البيت‌ لابن‌ ‌عبد‌ ربه‌ السلمي‌.
[3] قائله‌ ذو الرمة ديوانه‌ 76، و اللسان‌ (عصا) و مجمع‌ البيان‌ 2/ 456
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست