آية.
قيل في فاعل «يهد» من جهة الاعراب قولان:
أحدهما- انه مضمر كأنه قيل: أو لم يهد اللّه لهم، و قوِّي ذلک بقراءة من قرأ بالنون علي ما ذكره الزجاج.
الثاني- أ و لم يهد لهم مشيؤنا، لان «أن لو نشاء» في موضعه و التقدير أو لم يكن هاديا لهم استئصالنا لمن اهلكناه.
و قيل في معني الهداية- هاهنا- قولان:
أحدهما- قال إبن عباس و مجاهد و السدي و إبن زيد: يهدي لهم يبين لهم.
الثاني- أن الهداية الدلالة المؤدية الي البغية، و المعني أ وَ لم نبين للذين متعناهم في الإرض بعد إهلاكنا من کان قبلهم فيها. و جعلنا آباءهم المالكين لها بعدهم، انا لو شئنا أصبناهم بعقاب ذنوبهم و أهلكناهم بالعذاب کما أهلكنا الأمم الماضية قبلهم.
و قوله «لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرضَ مِن بَعدِ أَهلِها» فالارث ترك الماضي للباقي ما يصير له بعده، و حقيقة ذلک في الأعيان الّتي يصح فيها الانتقال، و قد استعمل علي وجه المجاز في الاعراض، فقيل: العلماء ورثة الأنبياء لأنهم تعلموا منهم، و قاموا بما أدوه اليهم.
و قوله «أَن لَو نَشاءُ أَصَبناهُم بِذُنُوبِهِم» الاصابة إيقاع الشيء بالغرض المنصوب، و ضده الخطأ و هو إيقاع الشيء بخلاف الغرض المطلوب.
و قوله «وَ نَطبَعُ عَلي قُلُوبِهِم» قيل في معني الطبع- هاهنا- قولان:
أحدهما- الحكم بأن المذموم كالممنوع من الايمان لا يفلح، و هو أبلغ الذم.
الثاني- انه علامة و سمة في القلب من نكتة سوداء ان صاحبه لا يفلح