أخبر اللّه تعالي في هذه الآية انه بدل مكان السيئة الحسنة «و قالوا قد مسَّ آباءنا الضراء و السراء» و معناه انه تعالي بعد ان يفعل بهم البأساء و الضراء ليتضرعوا يبدل مكان السيئة الحسنة. و التبديل وضع أحد الشيئين مكان الآخر، فلما رفعت السيئة عنهم و وضعت الحسنة كانت مبدلة بها.
و قال إبن عباس و الحسن و قتادة و مجاهد: المراد بالسيئة و الحسنة- هاهنا- الشدة و الرخاء و هو ما يسؤ صاحبه او يحسن اثره عليه. و قال ابو علي:
جري في هذا الموضع علي سبيل المثل.
و قوله «حَتّي عَفَوا» قال إبن عباس و مجاهد و السدي و إبن زيد:
معناه حتي كثروا. و قال الحسن حتي سمنوا، و أصله الترك من قوله «فَمَن عُفِيَ لَهُ مِن أَخِيهِ شَيءٌ»[1] أي ترك له، و عفوا تركوا حتي كثروا، قال الشاعر:
و لكنا نعض السيف منها بأسوق عافيات الشحم كوم[2]