كلمون هَّد ركني هلكه وسط المحلة
سيد القوم أتاه الحتف نارا وسط ظله
جعلت نارا عليهم دارهم كالمضمحلة[2]
وَ ما أَرسَلنا فِي قَريَةٍ مِن نَبِيٍّ إِلاّ أَخَذنا أَهلَها بِالبَأساءِ وَ الضَّرّاءِ لَعَلَّهُم يَضَّرَّعُونَ (94)
آية بلا خلاف.
أخبر اللّه تعالي في هذه الآية أنه لم يرسل رسولا الي اهل قرية الا و أخذ أهلها بالبأساء و الضراء تغليظا في المحنة و تشديدا للتكليف ليلين قلوبهم، و لكي يتضرعوا الي ربهم في كشف ما نزل بهم في ذلک، و انما يفعل بهم ذلک لعلمه بما لهم فيه من الصلاح لكي يتضرعوا. و القرية أصلها الجمع من قولهم: قريت الماء أقريه قريا إذا جمعته، فالقرية مجتمع النّاس في المنازل المتجاورة مما هو دون المدينة، و كذلك تسمي المدينة أيضا قرية. و النبي هو ألذي يؤدي عن اللّه تعالي بلا واسطة من البشر، و قيل: هو من کان ينبئ بالوحي عن اللّه تعالي مما أنزله عليه.
و قيل: في معني «البأساء و الضراء» ثلاثة أقوال:
أحدها- ان البأساء ما نالهم من الشدة في أنفسهم، و الضراء ما نالهم في أموالهم.
و الثاني- ما قال الحسن: ان البأساء الجوع، و الضراء الآلام من الأمراض و الشدائد الّتي تصيبهم.
الثالث- قال السدي: ان البأساء الجوع و الضراء الفقر.
و قيل في معني «لعلهم» قولان:
أحدهما- انما عاملناهم معاملة الشاك في إيراد أسباب التضرع مظاهرة