فقال أذكارها، کما قال «وَ تَبَتَّل إِلَيهِ تَبتِيلًا»[3] و نحو ذلک مما لا يحصي مما لا يجيء المصدر علي (فعلة)، و جاء المصدر علي (فعلي) بالف التأنيث، فقالوا ذكري و قالوا في الجمع الذكر، فجعلوه بمنزلة (سدرة، و سدر) و قالوا: الدكر بالدال غير المعجمة حكاه سيبويه، و المشهور بالذال.
فمن قرأ بتشديد الذال أراد يتذكرون و يأخذون به، و لا يطرحونه و ادغم التاء في الذال، و المعني يتذكرون، کما قالرابه «وَ النَّهارَ خِلفَةً لِمَن أَرادَ أَن يَذَّكَّرَ»[4] أي يتفكر و قال «أَ وَ لا يَذكُرُ الإِنسانُ»[5] معناه او لا يتفكر، و قال «وَ لَقَد صَرَّفناهُ بَينَهُم لِيَذَّكَّرُوا»[6] أي ليتفكروا فيه.
و من قرأ- بتخفيف الذال- أراد لكي يذكروه و لا ينسوه فيعلموا به.
و القراءتان متقاربتان غير ان هذا حذف التاء الاولي، و الأولون أدغموا التاء في الذال. و المعني فيها لعلكم تتذكرون.
هذه الآية عطف علي ما حرم اللّه في الآية الاولي و اوصي به، فنهي في هذه الآية ان تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن، و المراد بالقرب التصرف فيه، و انما خص اليتيم بذلك و ان کان واجبا في کل احد، لان اليتيم لما کان لا يدفع عن نفسه و لا له والد يدفع عنه، فكان الطمع في ماله أقوي تأكد النهي في التصرف في ماله.
و قوله «إِلّا بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ» قيل في معناه ثلاثة أقوال: