نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 173
و قوله «كُن فَيَكُونُ» قال قوم هو خطاب للصور. و المعني و يوم يقول للصور كن فيكون. و قد بينا فيما مضي أن ذلک عبارة عن سرعة الفعل و تيسيره و انه لا يتعذر عليه شيء بمنزلة أن يقول كن فيكون، لا أن هناك أمر علي الحقيقة و كيف يکون هناك أمر و الامر لا يتوجه الا الي الحي القادر!؟ و المعدومات و الجمادات لا يحسن أمرها و لا خطابها. و الغرض بالآية الدلالة علي سرعة أمر البعث و الساعة كأنه قال و يوم يقول للخلق: موتوا فيموتون و انتشروا فينتشرون اي لا يتعذر عليه و لا يتأخر عن وقت ارادته. و قيل «يَومَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَولُهُ الحَقُّ» أي يأمر فيقع أمره. و الحق من صفة قوله. کما يقول القائل قد قلت، فكان قولك. و المعني ليس انك قلت فكان الكلام.
و انما المعني انه کان ما دل عليه القول. و علي القول الاول يرفع (قوله) بالابتداء و (الحق) خبر الابتداء. و حكي عن قوم من السلف «فيكون» بالنصب بإضمار (ان). و تقديره كن فأن يکون، و هذا ضعيف.
و قوله «وَ لَهُ المُلكُ يَومَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ» يحتمل نصب «يَومَ يُنفَخُ» ثلاثة أوجه:
أحدها- ان يکون متعلقا ب (له الملك) و التقدير له الملك يوم ينفخ في الصور و انما خص ذلک اليوم بأن الملك له کما خصه في قوله «لِمَنِ المُلكُ اليَومَ لِلّهِ الواحِدِ القَهّارِ». و قرأ بعضهم «ينفخ» بفتح الياء. و «عالِمُ الغَيبِ وَ الشَّهادَةِ» فاعل (ينفخ) و هو شاذ، روي عن إبن عباس ذلک، و الوجه أنه لا يبقي ملك من ملكه اللّه في الدنيا او يغلب عليه بل ينفرد هو تعالي بالملك.
و الثاني- أن يکون يوم ينفخ بيانا علي قوله «يَومَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ» الثالث- ان يکون منصوبا ب (قَولُهُ الحَقُّ). و المعني و قوله الحق يوم ينفخ، الصور. و الوجه في اختصاص ذلک اليوم بالذكر ما بيناه في الوجه الاول، لان قوله حق في جميع الأوقات. و في معني الصور قولان: