نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 89
النفي قد دخل في قوله: «لا أضيع» و قال قوم: من هاهنا ليست زائدة، لأنها دخلت لمعني و لا يصلح الكلام إلا بها، لأنها للترجمة و التفسير عن قوله: «منكم» بمعني لا أضيع عمل عامل منكم من الذكور و الإناث، قالوا و لا تكون من زائدة إلا في موضع جحد. و قوله: (لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنكُم) لم يدركه الجحد لأنك لا تقول لا أضرب غلام رجل في الدار، و لا في البيت، فيدخل و لا، لأنه لم ينله الجحد و لكن (من) مفسرة. و قوله: «لَأُكَفِّرَنَّ عَنهُم سَيِّئاتِهِم» معناه لأذهبنها و اسقط عقابها، و هذه الآية، و الّتي قبلها- في قول البلخي- نزلت في المتبعين للنبي (ص) و المهاجرين معه ثم هي في جميع من سلك سبيلهم و اتبع آثارهم من المسلمين. و قوله:
«لَأُكَفِّرَنَّ عَنهُم سَيِّئاتِهِم» أي لأغطينها و أ محونها و أحطنها عنهم بما ينالهم من ألم الهجرة و الجهاد و احتمال تلك الشدائد في جنب اللّه. و حمل السيئات علي الصغائر.