اللام في قوله «لقد» لام القسم. أقسم اللّه تعالي أنه أخذ الميثاق و هو الأيمان المؤكدة الّتي أخذها أنبياءهم علي بني إسرائيل في قول أبي علي.
و قال غيره: يجوز أن يکون الميثاق هي الآيات البينة الّتي قرر بها علم ذلک عندهم. و إنما أخذ ميثاقهم علي الإخلاص لتوحيد اللّه تعالي، و العمل بما أمر به، و الانتهاء عما نهي عنه و التصديق برسله و البشارة بالنبي الاميِّ و الإقرار به، حسب ما تقدمت صفته عندهم.
و وجه الاحتجاج علي أهل الكتاب بما أخذ علي آبائهم من الميثاق أنهم قد عرفوا ذلک في كتبهم، و أقروا بصحته، فحجته لازمه لهم. و العمل به واجب عليهم، و عيب المخالفة يلحقهم کما لحق آباءهم الّذين نقضوا الميثاق ألذي أخذ عليهم.
و قوله «كُلَّما جاءَهُم رَسُولٌ بِما لا تَهوي أَنفُسُهُم» و الهوي هو لطف محل الشيء من النفس مع الميل اليه بما لا ينبغي، فلذلك غلب علي الهوي
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 594