و في السحت لغتان ضم الحاء و إسكانها. و قد قرئ بهما علي ما بيناه، فالسحت اسم للشيء المسحوت و ليس بمصدر، و المصدر بفتح السين. و قال الحسن سمعوا كذبه و أكلوا رشوته. و قال إبن مسعود و قتادة و ابراهيم و مجاهد و الضحاك و السدي: السحت الرشي
و روي عن علي (ع) أنه قال: (السحت الرشوة في الحكم و مهر البغي و عسب الفحل، و كسب الحجام، و ثمن الكلب، و ثمن الخمر، و ثمن الميتة، و حلوان الكاهن و الاستعجال في المعصية).
و روي عن أبي هريرة مثله.
و قال مسروق سألت عبد اللّه عن الجور في الحكم قال: ذلک الكفر، و عن السحت فقال الرجل يقتضي لغيره الحاجة فيهدي له الهدية.
و أصل السحت الاستئصال اسحت الرَّجل إسحاتاً و هو أن يستأصل کل شيء يقال: سحته و أسحته إذا استأصله. و أذهبه. قال الفرزدق:
و عض زمان يا بن مروان لم يدع من المال إلا مسحتاً أو مجلف[1]
و يقال للحالق: اسحت أي استأصل، و منه قوله: «فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ»[2] أي يستأصلكم به و فلان مسحوت المعدة إذا کان أكولًا شرهاً.
[1] اللسان (جلف). عض زمان: ساء زمان. المسحت الشيء المهلك و المجلف- بضم الميم و تشديد اللام- الشيء ألذي بقي منه بقية قليلة لا يعتني بها. [2] سورة طه آية 61.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 528