نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 401
و قوله: «أَلقاها إِلي مَريَمَ» فمعناه أعلمها بها و أخبرها کما يقال ألقيت اليك كلمة حسنة بمعني أخبرتك بها، و كلمتك بها. و قال الجبائي: معني ألقاها الي مريم خلفه في رحمها.
و قوله: «وَ رُوحٌ مِنهُ» اختلفوا فيه علي ستة اقوال:
فقال قوم: معناه و نفحة منه و سماه روحا، لأنه حدث عن نفحة جبرائيل في درع مريم بأمر اللّه له بذلك، و نسب الي اللّه، لأنه کان بامره. و انما سمي النفخ روحا، لأنها ريح تخرج من الروح. و استشهدوا علي ذلک قول ذي الرمة- و اسمه غيلان- في صفة نار نفثها.
فلما بدت كفنها و هي طفلة بطلساء لم تكمل ذراعا و لا شبراً.
و قلت له: ارفعها اليك و احيها بروحك و اقتها لها قيتة قدراً
و ظاهر لها من يابس الشخت، و استعن عليها الصبا و اجعل يديك لها ستراً[1].
معني احيها بروحك اي بنفخك.
و قال بعضهم: معناه انه کان إنساناً باحياء اللّه إياه بتكوينه بلا واسطة من جماع، و نطفة علي مجري العادة.
و قال قوم: قوله: «وَ رُوحٌ مِنهُ» معناه و رحمة منه. کما قال في موضع:
«وَ أَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ» و معناه و رحمة منه. قال: فجعل اللّه عيسي رحمة علي من اتبعه، و آمن به و صدقه، لأنه هداهم الي سبيل الرشاد.
و قال آخرون: معني ذلک و روح من اللّه خلقها فصورها، ثم أرسلها الي مريم، فدخلت في فيها فصيرها اللّه تعالي روح عيسي ذهب اليه ابو العالية عن أبي إبن كعب.
[1] ديوانه. و اللسان (روح) يصف ناراً طلساء خرقة اقتتها ...: (نفخ بها برفق) الشخت: الدقيق من کل شيء.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 401