نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 192
أحدهما- إن علمتم.
الثاني- الخوف ألذي هو خلاف الأمن، و هو الأصح، لأنه لو علم الشقاق يقيناً لم يحتج إلي الحكمين، فان أريد به الظن کان قريباً مما قلناه. و الشقاق الخلاف.
و العداوة، و اشتقاقه من الشق، و هو الجزء البائن، و منه اسم المتشاقين، لأن کل واحد منهما في شق أي في ناحية، و منه المشقة في الأمر، لأنه يشق علي النفس، فأمر اللّه متي خيف ذلک بين الزوجين أن يبعثوا حكماً من أهله و حكماً من أهلها، و الحكم القيم بما يسند إليه.
و المأمور ببعث الحكمين قيل فيه قولان:
أحدهما- قال سعيد بن جبير، و الضحاك، و أكثر الفقهاء، و هو الظاهر في اخبارنا، انه السلطان ألذي يترافعان إليه.
و الثاني- قال السدي: انه الرجل و المرأة، و قيل: أيهما کان ناب عن الآخر، و هو اختيار الطبري. و اختلف الفقهاء في الحكمين هل هما وكيلان، أو هما حكمان، فعندنا أنهما حكمان، و قال قوم: هما وكيلان، و اختلفوا هل للحكمين أن يفرقا بالطلاق إن رأياه أم لا! فعندنا ليس لهما ذلک إلا بعد أن يستأمراهما، أو کان اذن لهما في الأصل في ذلک، و به قال الحسن، و قتادة، و إبن زيد، عن أبيه. و
من قال: هما وكيلان، قال: لهما ذلک، ذهب اليه سعيد بن جبير، و الشعبي، و السدي، و ابراهيم و شريح، و رووه عن علي (ع) .
و قوله: (إِن يُرِيدا إِصلاحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَينَهُما» معناه يوفق اللّه بينهما، و الضمير في بينهما عائد علي الحكمين، و المعني: إن أراد إصلاحاً في أمر الزوجين يوفق اللّه بينهما. و به قال إبن عباس، و سعيد بن جبير، و السدي. و أصل التوفيق الموافقة، و هي المساواة في أمر من الأمور. و التوفيق هو اللطف ألذي يتفق عنده فعل الطاعة، و التوفيق بين نفسين هو الإصلاح بينهما، و الاتفاق في الجنس و المذهب المساواة بينهما، و الاتفاق في الوقوع كرمية من غير رام لمساواتهما نادراً.
و قوله: «إِنَّ اللّهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً» يعني بما يريد الحكمان من الإصلاح
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 192