نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 110
فلها المتعة علي ما بيناه فيما مضي.
و قال أبو صالح: هذا خطاب للأولياء، لأن الرجل منهم کان إذا زوج أيمة أخذ صداقها دونها، فنهاهم اللّه عن ذلک، و أنزل هذه الآية.
و روي هذا أبو الجارود، عن أبي جعفر (ع)، و ذكر المعمر بن سليمان عن أبيه، قال: زعم حضرمي ان اناساً كانوا يعطي هذا الرجل أخته، و يأخذ أخت الرجل، و لا يأخذون كثير مهر، فنهي اللّه عن ذلک، و أمر بإعطاء صداقهن،
و أول الأقوال أقوي، لأن اللّه تعالي ابتدأ ذكر هذه الآية بخطاب الناكحين للنساء، و نهاهم عن ظلمهن و الجور عليهن، و لا ينبغي أن يترك الظاهر من غير حجة و لا دلالة، و قوله: (فَإِن طِبنَ لَكُم عَن شَيءٍ مِنهُ نَفساً) اختلفوا فيمن المخاطب به، فقال عكرمة، و ابراهيم، و علقمة، و قتادة، و إبن عباس، و إبن جريج، و إبن زيد: الخطاب متوجه الي الازواج، لأن أناساً كانوا يتأثمون أن يرجع أحدهم في شيء مما ساق إلي امرأته، فانزل اللّه هذه الآية. و قال أبو صالح: المعني به الأولياء، لأنه حمل أول الآية أيضاً عليهم، علي ما حكيناه عنه، و الأول هو الأولي، لأنا بينا أن الخطاب متوجه إلي الازواج الناكحين، فكذلك آخر الآية. و معني «فَإِن طِبنَ لَكُم عَن شَيءٍ مِنهُ نَفساً» إن طابت لكم أنفسهن بشيء، و نصبه علي التمييز، کما يقولون: ضقت بهذا الأمر ذرعا، و قررت به عيناً، و المعني ضاق به ذرعي و قرت به عيني، کما قال الشاعر:
إذ التياز ذو العضلات قلنا «اليك اليك» ضاق بها ذراعا[1]
و إنما هو علي ذرعا و ذراعا، لأن المصدر و الاسم يدلان علي معني واحد، فنقل صفة الذراع الي رب الذراع، ثم أخرج الذراع مفسرة لموقع الفعل، و لذلك وحد النفس لما كانت مفسرة لموقع الخبر، و النفس المراد به الجنس، يقع علي الواحد
[1] قائله القطامي، ديوانه: 44. و اللسان (تيز) و معاني القرآن 1: 256.
و التياز: الكثير اللحم. و قوله (اليك اليك) أي : خذها.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 110