رأتني بحبليها فصدت مخافة و في الحبل روعاء الفؤاد فروق[1]
أراد رأتني أقبلت بحبليها فحذف العامل في الباء و قال آخر:[2]
قريب الخطو يحسب من رآني و لست مقيداً أني بقيد[3]
قال الرماني، علي بن عيسي ما ذكره الفراء ضعيف من وجهين:
أحدهما- حذف الموصول و ذلک لا يجوز عند البصريين في شيء من الكلام لأنه إذا احتاج إلي صلة تبين عنه فالحاجة إلي البيان عنه بذكره أشد. و إنما يجوز حذف الشيء للاستغناء بدلالة غيره عليه، فلو دل دليل عليه لحذف مع صلته، لأنه معها بمنزلة شيء واحد. و الوجه الآخر أن الكلام إذا صح معناه من غير حذف لم يجز تأويله علي الحذف. و قوله «إلا بحبل» قيل في هذا الاستثناء قولان:
أحدهما- أنه منقطع، لأن الدلالة لازمة لهم علي کل حال، فيجري مجري قوله: «وَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِناً إِلّا خَطَأً»[4] فعامل الاعراب موجود و المعني علي الانقطاع. و مثله «لا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً وَ لا تَأثِيماً إِلّا قِيلًا سَلاماً»[5]