أوحي لها القرار فاستقرت[1]
و الإيحاء الإيماء قال الشاعر:
فأوحت إلينا و الأنامل رسلها
و منه قوله: «فَأَوحي إِلَيهِم أَن سَبِّحُوا بُكرَةً وَ عَشِيًّا»[2] أي أشار إليهم، و الوحي: الكتاب. يقال: وحي يحي وحياً أي كتب، لأن به يلقي المعني إلي صاحبه قال رؤبة:
لقدر کان وحاه الواحي
و قال:
في سور من ربنا موحية
و قال آخر:
من رسم آثار كوحي الواحي
و أصل الباب إلقاء المعني إلي صاحبه. و قوله: «أَوحَيتُ إِلَي الحَوارِيِّينَ»[3] أي ألقي إليهم و ألهمهم إلهاماً. و منه قوله: «وَ إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلي أَولِيائِهِم»[4] أي يلقون إليهم و قوله: «وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا القُرآنُ»[5] أي ألقي إلي. و الغيب: خفاء الشيء عن الإدراك. تقول غاب عني كذا يغيب غيباً و غياباً. و الغائب: نقيض الحاضر.
و قوله: «وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يُلقُونَ أَقلامَهُم أَيُّهُم يَكفُلُ مَريَمَ» قيل فيه قولان:
أحدهما- التعجب من حرصهم علي كفالتها، لفضلها. ذكره قتادة، لأنه