نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 460
قال: فشاح القوم عليها، فقال زكريا: أنا أولي، لأن خالتها عندي. و قال القوم:
نحن أولي لأنها بنت إمامنا، لأن عمران کان إمام الجماعة.
الثاني- التعجب من تدافعهم لكفالتها، لشدة الأزمة الّتي لحقتهم حتي وفق لها خير الكفلاء بها زكريا (ع). و في الآية حذف و تقديرها (إِذ يُلقُونَ أَقلامَهُم) لينظروا «أَيُّهُم يَكفُلُ مَريَمَ» أي أيهم أحق بكفالتها. و الأقلام معناها هاهنا القداح و ذلک أنهم ألقوها تلقاء الجرية، فاستقبلت عصا زكريا جرية الماء مصعدة.
و انحدرت أقلام الباقين، فقرعهم زكريا في قول الربيع، و کان ذلک معجزة له (ع).
و القلم: ألذي يكتب به. و القلم: ألذي يجال بين القوم، کل إنسان و قلمه، و هو القدح. و القلم: قص الظفر قلمته تقليماً. و مقالم الرمح كعوبه. و القلامة هي المقلومة عن طرف الظفر و أصل الباب قطع طرف الشيء.
و قوله: (وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يَختَصِمُونَ) فيه دلالة علي أنهم قد بلغوا في التشاح عليها إلي حد الخصومة، و في وقت التشاح قولان:
أحدهما- حين ولادتها و حمل أمها إياها إلي الكنيسة تشاحوا في ألذي يخصها و يحضنها و يكفل بتربتيها، و هو الأكثر. و قال بعضهم إنه کان ذلک بعد كبرها و عجز زكريا عن تربيتها.
و (إذ) الأولي متعلقة بقوله: «وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يُلقُونَ أَقلامَهُم» و الثانية بقوله: «يختصمون» علي قول الزجاج.