آية واحدة
المحق: نقصان الشيء حالا بعد حال. محقه اللّه يمحقه محقاً، فانمحق و امتحق أي هلك و تلف بذهابه حالا بعد حال. و المحاق آخر الشهر لا محاق الهلال فيه.
و الشيء محيق بمعني ممحوق و أصل الباب المحق فان قيل بأي شيء «يَمحَقُ اللّهُ الرِّبا وَ يُربِي الصَّدَقاتِ!» قلنا: يمحقه بأن ينقصه حالا بعد حال. و قال البلخي محقه في الدنيا بسقوط عدالته و الحكم بفسقه و تسميته بالفسق.
و قوله «وَ يُربِي الصَّدَقاتِ» معناه يزيدها بما يثمر المال في نفسه و بالأجر عليه و ذلک بحسب الانتفاع بها و حسن النية فيها و وجه زيادته علي المستحق بالعمل تفصل بالوعد به
و قد روي عن النبي (ص) أن اللّه يقبل الصدقة، و لا يقبل منها إلا الطيب و يربيها لصاحبها کما يربي أحدكم مهره أو فصيله حتي أن اللقمة لتصير مثل أحد،
و ذلک قوله: «يَمحَقُ اللّهُ الرِّبا وَ يُربِي الصَّدَقاتِ» و قوله: «وَ اللّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفّارٍ أَثِيمٍ» إنما لم يقل کل كافر مع دخول الكفار في الكافر لأن کل كفار كافر و ليس کل كافر كفار للدلالة علي أن مستحل الربا في قوله «إِنَّمَا البَيعُ مِثلُ الرِّبا» مع أنه كافر كفار، و يجوز للدلالة علي صفات الذم إذ قد يتوهم أن الكفار من استكثر من كفر نعمة إنسان لا يبلغ به استحقاق العقاب و يجوز أن يکون من باب الاختصاص لعظم المنزلة في الأمر ألذي تعلق به الذكر «و الأثيم» هو المتمادي في الإثم. و الآثم: الفاعل للاثم و إنما قال لا يحبه و لم يقل يبغضه لأنه إذا لم يحب المكلف فهو يبغضه فقولك لا يحبه اللّه من صفات الذم کما أن قولك لم ينصف في المعاملة من صفات الذم.