و أما ذكر الموعظة هاهنا و أنها في قوله: «قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم» لامرين:
أحدهما- أن کل تأنيب ليس بحقيقي جاز فيه التذكير و التأنيث فجاء القرآن بالوجهين معاً. و الثاني- أنه ذكر هاهنا لوقوع الفصل بين الفعل و الفاعل بالضمير و أنث في الموضع ألذي لم يفصل. و الربا محرم في النقد و النسيئة بلا خلاف و کان بعض من تقدم يقول لا ربا إلا في النسيئة و ألذي کان يربيه أهل الجاهلية أن يؤخروا الدين عن محله إلي محل آخر بزيادة فيه و هذا حرام بلا خلاف. و مسائل البيع الصحيح منها و الفاسد و فروعها بيناها في النهاية و المبسوط و كذلك مسائل الصرف فلا نطول بذكرها في هذا الكتاب.