نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 349
زيد: هو علم الدين. و قال السدي: هو النبوة. و قال مجاهد الاصابة. و قال ابراهيم النخعي: الفهم. و قال الربيع: الخشية. و قال قوم: هو العلم ألذي تعظم منفعته و تحل فائدته و هو جميع ما قالوه. و قال قتادة: و الضحاك، و في رواية عن مجاهد:
هو القرآن، و الفقه. و هو المروي عن أبي عبد اللّه (ع)
و إنما قيل للعلم: حكمة لأنه يمتنع به من القبيح لما فيه من الدعاء إلي الحسن، و الزجر عن القبيح. و قال الجبائي: هو ما آتاه اللّه أنبياءه و أممهم من كتبه و آياته و دلالاته الّتي يدلهم بها علي معرفتهم به و بدينه و ذلک تفضل منه يؤتيه من يشاء. و قوله: «وَ ما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُوا الأَلبابِ» و کل مكلف ذو لب لأنه إنما يطلق عليهم هذه الصفة لما فيها من المدحة فلذلك عقد التذكر بهم و هم الّذين يستعملون ما توجبه عقولهم من طاعة اللّه في کل ما أمر به و دعا إليه و «يؤت» جزم ب (من) و الجواب «فَقَد أُوتِيَ خَيراً كَثِيراً» و من قرأ يؤت بكسر التاء علي ما روي عن يعقوب ذهب إلي أن معناه و من يؤته الحكمة، و إنما حذف الهاء في الصلة و يکون (من) علي هذا المعني «ألذي» لا معني الجزاء.
قوله تعالي: [سورة البقرة (2): آية 270]
وَ ما أَنفَقتُم مِن نَفَقَةٍ أَو نَذَرتُم مِن نَذرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعلَمُهُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِن أَنصارٍ (270)
آية بلا خلاف.
(ما) في قوله و ما أنفقتم بمعني ألذي و ما بعده صلتها و العائد إليها الهاء في قوله: «فَإِنَّ اللّهَ يَعلَمُهُ» لأنها لا يجوز أن تعود علي النفقة، لأنها مؤنثة، و لا علي النفقة و النذر، لأن ذلک يوجب التثنية. و المراد بالإنفاق هاهنا ما يخرجه في طاعة اللّه: واجباتها و مندوباتها.
و قوله: «أَو نَذَرتُم مِن نَذرٍ» فالنذر هو عقد الشيء علي النفس فعل شيء من البرّ بشرط، و لا ينعقد ذلک إلا بقوله للّه عليّ كذا، و لا يثبت بغير هذا اللفظ. و أصل النذر الخوف لأنه يعقد ذلک علي نفسه خوف التقصير في الأمر و منه
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 349