فان تكن الأيام أحسن مرة إليّ فقد عادت لهنّ ذنوب[1]
و لم يكن لها ذنوب قبل ذلک.
و الوجه الثاني- قال مجاهد: إنه في قوم ارتدّوا عن الإسلام، و الاول أليق بمذهبنا، لأن عندنا لا يجوز أن يرتد المؤمن علي الحقيقة، و إنما قال «يخرجونهم» علي لفظ الجمع. و ان کان الطاغوت واحداً لأنه في معني جميع کما قال العباس بن مرداس:
فقلنا: أسلموا انّا أخوكم فقد برئت من الإحن الصدور[2]
و إنما جاز ذلک في الخفض، لأن کل واحد يقوم مقام الآخر فصار ذكر واحد ينوب عن جميعه، فأما ما يميز بالخلقة و صار بمنزلة الأشياء المختلفة فقياسه أن يجمع، كرجل و رجال. و إنما حسن في الطاغوت، لأن جميعه يجري مجري واحد في الضلال.
و في الآية دليل علي فساد قول المجبرة في المخلوق، و الارادة، لأنه تعالي نسب الإخراج من نور الهدي إلي ظلمة الكفر و الضلال إلي الطاغوت منكراً لتلك الحال، و لم يكن لينكر شيئاً أراده و لا يغيب شيئاً عنه فعله (تعالي اللّه) عن ذلک.
[1] قائله كعب الغنوي من قصيدة يرثي بها أخاه أبا المغوار. المغوار. العقد الفريد 3: 217.
و روايته (لقد) بدل (فقد). [2] سيرة إبن هشام 4: 95، و اللسان (أخو) و مجاز القرآن 1: 97 من قصيدة له في يوم حنين، و في هزيمة هوزان يذكر قارب بن الأسود و فراره من بني أبيه. و الإحن جمع احنة: و هي الحقد.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 315