نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 298
برز، و امرأة برزة أي ذو عفة و فضل، لظهور ذاك فيها. و الجنود الجموع الّتي تعدّ للقتال واحدها جند، مأخوذ من الجند و هو الغلظ.
و قوله: «رَبَّنا أَفرِغ» فالافراغ: صب السيال علي جهة اخلاء المكان منه[1] و أصله الخلو. و إنما قيل «أَفرِغ عَلَينا صَبراً» تشبيهاً بتفريغ الإناء من جهة أنه نهاية ما توجبه الحكمة، کما أنه نهاية ما في الواحد من الآنية. و تقول فرغ يفرغ فراغا، و أفرغ إفراغاً، و فرّغ تفريغاً و تفرّغ تفرغاً، و استفرغ استفراغا، و افترغت افتراغاً: إذا صببت عليك الماء. و قوله: «سَنَفرُغُ لَكُم أَيُّهَ الثَّقَلانِ»[2] معناه سنعمد، لأنه عمل مجرد من غير شاغل، و منه قوله: «وَ أَصبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسي فارِغاً»[3] أي خالياً من الصبر و الفرغ مفرغ الدلو، و هو خرقة ألذي يأخذ الماء، لأنه يفرغ منه الماء «و أَفرِغ عَلَينا صَبراً» أي صبّ. و درهم مفرغ أي مصبوب في قالب. و ضربة فريغة: واسعة. و فرغ الإناء، و فرغ الرجل من عمله.
و أصل الباب الفراغ الخلوّ.
و قوله: «وَ ثَبِّت أَقدامَنا» تثبيت الأقدام يکون بشيئين: أحدهما- بتقوية قلوبهم. و الثانية- بإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم حتي يظهر منهم الخور في قتالهم و قيل باختلاف كلمتهم حتي يقع التخاذل منهم، و كذلك الصبر، لأنه من فعل العبد کما أن الثبوت في الحرب من فعله، لأنه يجازي عليه، فأما النصر، ففعل اللّه تعالي، و الصبر: حبس النفس عما تنازع إليه من الفعل. و هاهنا حبسها عما تنازع إليه من الفرار من القتال. و التثبيت تمكين الشيء في مكانه بلزومه إياه. و قد يقال ثبت يثبت ثبوتاً، و أثبته إثباتاً و تثبت تثبتاً، و استثبت استثباتاً، و ثبته تثبيتاً. و رجل ثبت المقام: إذا کان شجاعاً لا يبرح موقفه، و طعنه فأثبت فيه الرمح أي نفذ فيه، لأنه يلزم فيه. و أثبت حجته إذا أقامها. و القول الثابت الصحيح يلزم العمل عليه، و منه قوله: «يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ» أي يؤدبهم به ليلزموا طريق