علي قدر الرجل بظاهر الآية، لأنه قال: «و عَلَي المُوسِعِ قَدَرُهُ»: مثلها و إن کان فوق قدره حكاه البلخي.
و قوله: «بالمعروف» معناه بالمعروف صحته، لأنه عدل بين الافراط، و التقصير. و قال الضحاك: علي قدر الميسرة، و إنما خص المتاع بالمتقين و إن کان واجباً علي الفاسقين، تشريفاً لهم بالذكر اختصاصاً، و جعل غيرهم علي وجه التبع، کما قال: «هُديً لِلمُتَّقِينَ»[1] و قيل: لأنه أخرج الكلام مخرج من لا يعتد بغيرهم لاحتقارهم، و جلالة المتقين بالتقوي، و لأنه إذا وجب علي المتقين، فهو واجب علي جميع المتعبدين، لأن التقوي واجب علي المكلفين، و هذا إنما يدل علي أنه واجب بشريطة التقوي. فأما إذا وجب علي التقي و الفاجر، فالجواب هو الأول.
و قوله: «حَقًّا عَلَي المُتَّقِينَ» نصب علي المصدر، وقع موقع الحال، و العامل فيه «بالمعروف» كأنه قيل: عرف حقاً، و يجوز أن يکون العامل فيه الظرف.
و يجوز أن يعمل فيه معني الجملة، كأنه قيل: أحق ذلک حقاً و کان يجوز أن يرفع علي أنه صفة لمتاع.
و المتاع: النفقة مقدار ما تقيم في العدة علي قول الجبائي: و علي ما قلناه قدر ما يوصي به لها بالمعروف ألذي لا يضرّ بباقي الورثة.
كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ (242)
آية.
التشبيه بقوله: «كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ» وقع علي البيان ألذي تقدم في الأحكام و الحجاج و المواعظ و الآداب و غير ذلک مما يحتاج النّاس الي عمله، و العمل عليه في