و قوله «إِنّا أَنذَرناكُم عَذاباً قَرِيباً» معناه الاخبار من اللّه تعالي أنه خوف عباده و أعلمهم المواضع الّتي ينبغي أن يحذروها. ثم بين ما يکون بعد ذلک فقال «يَومَ يَنظُرُ المَرءُ ما قَدَّمَت يَداهُ» و معناه ينتظر جزاء ما قدمه، فان قدم طاعة انتظر الثواب، و إن قدم معصية انتظر العقاب «وَ يَقُولُ الكافِرُ» في ذلک اليوم «يا لَيتَنِي كُنتُ تُراباً» أي يتمني أن لو کان ترابا لا يعاد و لا يحاسب ليتخلص من عقاب ذلک اليوم، لأنه ليس معه شيء يرجوه من الثواب. و قيل: ان اللّه يحشر البهائم و ينتصف للجماء من القرناء فإذا أنصف بينها جعلها ترابا، فيتمني الكافر عند ذلک لو کان مثل أولئك ترابا. و قيل: هو مثل قوله «يا لَيتَنِي لَم أُوتَ كِتابِيَه»[1]
مكية في قول إبن عباس و الضحاك و هي ست و أربعون آية في الكوفي و خمس و أربعون في البصري و المدنيين
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
وَ النّازِعاتِ غَرقاً (1) وَ النّاشِطاتِ نَشطاً (2) وَ السّابِحاتِ سَبحاً (3) فَالسّابِقاتِ سَبقاً (4)
فَالمُدَبِّراتِ أَمراً (5) يَومَ تَرجُفُ الرّاجِفَةُ (6) تَتبَعُهَا الرّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَومَئِذٍ واجِفَةٌ (8) أَبصارُها خاشِعَةٌ (9)
يَقُولُونَ أَ إِنّا لَمَردُودُونَ فِي الحافِرَةِ (10) أَ إِذا كُنّا عِظاماً نَخِرَةً (11) قالُوا تِلكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (12) فَإِنَّما هِيَ زَجرَةٌ واحِدَةٌ (13) فَإِذا هُم بِالسّاهِرَةِ (14)