نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 10 صفحه : 248
و قوله «لا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً» أي لا يسمعون في الجنة كلاماً لا فائدة فيه «وَ لا كِذّاباً» أي و لا تكذيب بعضهم لبعض. و من قرأ «كذاباً» بالتخفيف أراد مصدر كاذبه مكاذبة، و كذاباً قال الشاعر:
و قال الفراء: قال اعرابي في طريق مكة: يا رب القصار أحب اليك أم الحلق يريد أقصر شعري أم احلق.
و قوله «جَزاءً مِن رَبِّكَ عَطاءً حِساباً» أي فعلنا بالمؤمنين المتقين ما فعلنا جزاء علي تصديقهم باللّه و نبيه، فالجزاء إعطاء المستحق بعمل الطاعة أو المعصية.
و قوله «عَطاءً حِساباً» أي بحساب العمل کل إنسان علي قدر عمله من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين، ثم سائر أخيار المؤمنين، و عند اللّه المزيد.
و قيل: معناه عطاء كافياً من قولهم: أعطاني ما أحسبني أي كفاني، و حسبك أي اكتف، و حسبي اللّه أي كفاني اللّه. و قال الحسن: معناه إنه أعطاهم ذلک محاسبة.
و قوله «رَبِّ السَّماواتِ وَ الأَرضِ» من رفع استأنف الكلام و جعله مبتدأ.
و قوله «الرَّحمنِ» خبره، و من جره رده علي قوله «مِن رَبِّكَ» رب السموات، و جعل «الرَّحمنِ» جراً بأنه نعته. و من رفع الرحمن و جر الأول قطعه عن الاول و تقديره: هو الرحمن. و المعني إن ألذي يفعل بالمؤمنين ما تقدم ذكره هو اللّه رب السموات و الإرض و مدبرهما، و مدبر ما بينهما، و المصرف لهما علي ما يريده «لا يَملِكُونَ مِنهُ خِطاباً» و معناه لا يملكون أن يسألوا إلا فيما أذن لهم فيه، کما قال «لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي»[2] و في ذلک أتم التحذير من الاتكال. و الخطاب توجيه الكلام إلي مدرك بصيغة مبينة كاشفة عن المراد بخلاف صيغة الغائب عن الإدراك
[1] مر في 8/ 390 و 9/ 425 [2] سورة 21 الأنبياء آية 28
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 10 صفحه : 248