ست آيات.
قرأ ابو عمرو وحده (و أكون) بالواو، الباقون (و أكن) و في المصاحف بلا واو فقيل لابي عمرو: لم سقطت من المصاحف!. فقال کما كتبوا: (كلهن) و قرأ يحيي عن أبي بكر (يعملون) بالياء، الباقون بالتاء. و من قرأ بالياء فعلي الخبر، و من قرأ بالتاء فعلي الخطاب.
لما اخبر اللّه تعالي عن حال المنافقين، و انه «إِذا قِيلَ لَهُم تَعالَوا يَستَغفِر لَكُم رَسُولُ اللّهِ» حركوا رؤسهم استهزاء بهذا القول، فقال اللّه تعالي لنبيه صلي اللّهُ عليه و آله (سَواءٌ عَلَيهِم أَستَغفَرتَ لَهُم أَم لَم تَستَغفِر لَهُم) أي يتساوي الاستغفار لهم و عدم الاستغفار (لَن يَغفِرَ اللّهُ لَهُم) لأنهم يبطنون الكفر و إن أظهروا الايمان، و بين انه تعالي (لا يَهدِي القَومَ الفاسِقِينَ) الي طريق الجنة، فلهذا يجب ان ييأسوا من المغفرة بالاستغفار.
و قال الحسن: اخبر اللّه تعالي أنهم يموتون علي النفاق، فلم يستغفر لهم بعد.
و قيل: المعني لا يحكم اللّه بهدايتهم، و قد کان النبي صلي اللّهُ عليه و آله يستغفر لهم علي ظاهر الحال بشرط حصول التوبة و أن يکون باطن المستغفر له مثل ظاهره، فبين بها أن ذلک لا ينفع مع ابطانهم الكفر و النفاق.
ثم حكي تعالي عنهم فقال (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ) يعني بعضهم لبعض لا تنفقوا علي من عند رسول اللّه صلي اللّهُ عليه و آله من المؤمنين المحتاجين (حَتّي يَنفَضُّوا) عنه و معناه حتي يتفرقوا عنه لفقرهم و حاجتهم. و الانفضاض التفرق، و فض الكتاب إذا فرقه و نشره، و سميت الفضة فضة لتفرقها في أثمان الأشياء المشتراة.