نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 446
العانة، و تقليم الاظفار، و نتف الإبطين و الاستنجاء. و في احدي الروايتين عن إبن عباس أنه ابتلاه من شرائع الإسلام بثلاثين شيئاً عشرة منها في براءة «التّائِبُونَ العابِدُونَ الحامِدُونَ.» الي آخرها و عشرة في الأحزاب: «إِنَّ المُسلِمِينَ وَ المُسلِماتِ» الي آخرها و عشرة في سورة المؤمنين: الي قوله «وَ الَّذِينَ هُم عَلي صَلاتِهِم يُحافِظُونَ» و عشرة في سأل سائل الي قوله: «وَ الَّذِينَ هُم عَلي صَلاتِهِم يُحافِظُونَ» فجعلها أربعين سهما و في رواية ثالثة عن إبن عباس انه أمره بمناسك الحج: الوقوف بعرفة و الطواف و السعي بين الصفا و المروة و رمي الجمار[1] و الافاضة. قال الحسن: ابتلاه اللّه بالكوكب و بالقمر و بالشمس، و بالختان و بذبح ابنه، و بالنار، و بالهجرة و كلهن وفي للّه فيهن. و قال مجاهد: ابتلاه اللّه بالآيات الّتي بعدها و هي «إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِن ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهدِي الظّالِمِينَ» و قال الجبائي: أراد بذلك كلما كلفه[2] من طاعاته العقلية و الشرعية.
و قوله: (فاتمهن) معناه وفي بهن علي قول الحسن و قال قتادة و الربيع:
عمل بهن، فاتمهن. و قال البلخي: الضمير في أتمهن راجع إلي اللّه. و هو اختيار الحسين بن علي المغربي. قال البلخي: الكلمات هي الامامة علي ما قال مجاهد. قال:
لأن الكلام متصل، و لم يفصل بين قوله: «إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً» و بين ما تقدمه بواو، فاتمهن اللّه بان أوجب بها الامامة له بطاعته، و اضطلاعه، و منع ان ينال العهد الظالمين من ذريته، و أخبره بان منهم ظالما فرضي به و أطاعه و کل ذلک ابتلاء و اختبار.
اللغة:
و التمام و الكمال و الوفاء نظائر. و ضد التمام النقصان. يقال: تم تماما، و أتم إتماماً.
و استتم استتماما. و تمم تتميما و تتمة. و تتمة کل شيء: ما يکون تمامه بغايته كقولك:
هذه الدراهم تمام هذه المائة. و تتمة هذه المائة. التم: الشيء التمام. تقول جعلته لك تماما