علي وجه: و هو علي ان لفظه لما کان لفظ الامر، نصب کما نصب في جواب الامر، فان کان الامر بخلافه- کما قال ابو الحسن في نحو قوله تعالي «قُل لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ»[1] و يجوز ذلک في الآي علي انه اجري مجري جواب الامر- و ان لم يكن جواباً له في الحقيقة.- و قد يکون اللفظ علي شيء، و المعني علي غيره نحو قولهم: ما أنت و زيد، و المعني لم تؤذيه. و ليس ذلک في اللفظ، و مثله «فَلا تَكفُر فَيَتَعَلَّمُونَ»[2] ليس فيتعلمون جواباً لقوله: (فَلا تَكفُر) و لكن معناه يعلمون أو يعلمان، فيتعلمون منهما غير أن قوله (فلا تكفر) نهي علي الحقيقة. و ليس قوله (كن) امراً علي الحقيقة، فمن ها هنا ضعفت هذه القراءة.
وَ قالَ الَّذِينَ لا يَعلَمُونَ لَو لا يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَو تَأتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم مِثلَ قَولِهِم تَشابَهَت قُلُوبُهُم قَد بَيَّنَّا الآياتِ لِقَومٍ يُوقِنُونَ (118)
آية بلا خلاف.
المعني بهذه الآية في قول مجاهد: النصاري. و قول إبن عباس: اليهود.
و في قول الحسن و قتادة: مشركوا العرب. و کل ذلک يحتمل. غير انه لمشركي العرب أليق، لأنه يشاكل ما طلبوا حين قالوا: «لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً» الي قوله: «هَل كُنتُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا»[3] و يقوي ذلک قوله:
«وَ قالَ الَّذِينَ لا يَعلَمُونَ»: الكتاب. فبين أنهم ليسوا أهل كتاب. و من اختار ان المراد بها النصاري قال: لأنه قال قبلهاکه «وَ قالُوا اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً»[4] و هذا