اعلم ان القرآن معجزة عظيمة علي صدق النبي عليه السلام، بل هو من أكبر المعجزات و أشهرها. غير أن الكلام في إعجازه، وجهة إعجازه، و اختلاف النّاس فيه، لا يليق بهذا الكتاب، لأنه يتعلق بالكلام في الأصول. و قد ذكره علماء أهل التوحيد، و أطنبوا فيه، و استوفوه غاية الاستيفاء. و قد ذكرنا منه طرفاً صالحاً في شرح الجمل، لا يليق بهذا الموضع، لأن استيفاءه يخرج به عن الغرض و اختصاره لا يأتي علي المطلوب، فالاحالة عليه أولي.
و المقصود من هذا الكتاب علم معانيه، و فنون أغراضه. و أما الكلام في زيادته و نقصانه فمما لا يليق به ايضاً، لأن الزيادة فيه مجمع علي بطلانها. و النقصان منه، فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، و هو الأليق بالصحيح من مذهبنا و هو ألذي نصره المرتضي (ره)، و هو الظاهر في الروايات غير أنه رويت روايات كثيرة، من جهة الخاصة و العامة، بنقصان كثير من آي القرآن، و نقل شيء منه من موضع الي موضع، طريقها الآحاد الّتي لا توجب علماً و لا عملا، و الأولي الاعراض عنها، و ترك التشاغل بها، لأنه يمكن تأويلها. و لو صحت لما کان ذلک طعناً علي ما هو موجود بين الدفتين، فان ذلک معلوم صحته، لا يعترضه احد من الأمة و لا يدفعه.
و رواياتنا متناصرة بالحث علي قراءته و التمسك بما فيه، و ردِّ ما يردُ من اختلاف الأخبار في الفروع اليه. و قد روي عن النبي (ص) رواية لا يدفعها احد،
انه قال: (اني مخلف فيكم الثقلين، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب اللّه، و عترتي أهل بيتي، و انهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض).
و هذا يدل علي